أرشيف

العودي يدعو لتحالف عالمي لمواجهة الحلف الظالم والبكاري يتخوف من تفكيك مقومات التضامن مع الصحفيين

قال الصحافي حمدي البكاري في ورقته المعنونة بــ«تحديات حرية الصحافة لعام 2009» المقدمة إلى ندوة «تحديات العام الجديد» التي أقامتها مؤسسة العفيف الثقافية مساء الثلاثاء الماضي، حيث اعتبر البكاري البلدان العربية متشابهة في القيود المفروضة على حرية الصحافة، وان كان هناك بعض الاختلافات فهي لا تتعدى الشكليات على حد قوله.

هذه الاختلافات التي يصفها البعض بالتطور النسبي، وهي غالباً لا تصمد طويلاً أمام ثقافة المنع والمصادرة لا سيما في أجواء الأزمات والحروب والاحتقانات والصراعات الداخلية. مضيفاً بأن أبرز تحدياً يمكن أن يواجهه الصحفيون هو استمرار نفاذ التشريعات القانونية السالبة للحريات، والتي ترفض الأنظمة العربية إحداث تطوير حقيقي فيها، إضافة إلى هيمنة الخطاب السياسي التابع للسلطات أو المعارضات العربية على الخطاب المهني للوظيفة الصحفية فيما يتعلق بنقل الأخبار والوقائع بصورة دقيقة وسليمة. البكاري وهو عضو مجلس نقابة الصحفيين (المنتهية ولايته) كما ألحق أسمه في ذات الورقة؛ أكد بأن أكثر تحدي يواجه الصحفيين اليمنيين هو عقد المؤتمر الرابع لنقابة الصحفيين اليمني، خصوصاً بعد تأجيله لأكثر من مرة مضيفاً بأن هناك كثير من التحديات الأخرى وهي احتمال مواجهة الصحفيين لبعض صنوف التضييق أثناء تغطيتهم للأحداث في الميدان، وتفكيك مقومات التضامن مع الصحفيين والصحف التي يتم جرجرتها إلى النيابة والمحاكم لأسباب سياسية في الغالب.

وأكد البكاري والذي يعمل حالياً مراسلاً صحافياً لقناة الجزيرة بأن الصحافة تفرز مشاكلها بصورة مستمرة، ومما لا شك فيه أن حرية الصحافة تحتاج إلى نضال كبير من قبل المؤمنين بها، وأردف حديثه بأن قانون الصحافة لم يعد صالحاً للعمل خلال هذا العام. مؤكداً أهمية تعديل القانون النافذ، حيث التعديل أصبح ملحاً وضرورياً، داعياً في ذات الوقت إلى الوقوف في وجه من يسعى لتمييع وظيفة ودور الصحافة الجادة من خلال إصدارات صحفية لا تحترم أخلاقيات المهنة.

وكان البكاري قد أوضح إلى أن الحكومة ممثلة بوزارة الإعلام عملت على تعطيل العمل بقانون الصحافة والمطبوعات النافذ في جزئية منح التراخيص والبت في الطلبات المقدمة إليها بهذا الخصوص..قائلاً بأن التحدي الحقيقي يقع أمام نقابة الصحافيين وأمام القضاء أيضاً الذي لجأ إليه بعض مقدمي الطلبات بحثاً عن العدالة والإنصاف دون أن يجدونها.

من جانبه أشار الدكتور حمود العودي -الذي شارك في الندوة بورقة بعنوان «التحديات العربية الراهنة بين صمود الشعوب وتواطوء الحكام»- إلى أن التحديات الإنسانية لا تتوقف عند أمة أو مجتمع، مضيفاً بأنه ليس هناك تحدي يمني بمعزل عن التحديات العربية بشكل عام، حيث لنا تحدياتنا المتداخلة والتحديات الأممية، داعياً إلى أهمية إيجاد حلف عالمي لمواجهة ما أسماه بالتحالف الظالم.

وقال أستاذ علم الاجتماع بجامعة صنعاء بأننا نفتقد للمشروع العربي الفعلي والحقيقي كعبد الناصر أو بن بله أو غيرهم، معتبراً غياب المشروع العربي سبباً في انهزامية الحرب، وشتتاتهم.

يشار إلى أن الندوة جاءت لتفتتح أنشطة العفيف الثقافية،ولتقدم رؤية استشرافية لعام جديد، وشهدت الكثير من النقاش من قبل الحضور ممن أثروها بالكثير من الأطروحات والاختلافات المعرفية التي صبت جميعها في تقديم رؤية شاملة لأبرز ما سيواجهه العالم العربي من تحديات، وخصوصاً اليمن.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى